كلمة الافتتاحية

بقلم، فضيلة الشيخ العلامة المحدث

علي بن حسن بن عبد الحميد الحلبي، الأثري

أبي الحارث

عفا الله عنا وعنه بمنه وكرمه..

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه وسلم.

أما بعد:

فلا يخفى على مطّلعٍ ما تعانيه علوم السنة، من هجمات متتالية، ومتنوعة، من عدة جهات، داخلية  وخارجية..

سواء من العقلانيين، أو الحداثيين، أو العلمانيين، أو المستشرقين والمستغربين!!

ولكن الشيء الذي قد يكون أخطر من هذا كله، هو البلاء المنتحل اسم أهل الحديث، مجتهداً(!) في تضييع جهود عشرة قرون في خدمة علوم الحديثث النبوي، تحت دَعَاوَى الرجوع للمتقدمين! والتطبيق لمنهجهم!! وهو في حقيقته تشتيت، وهدْرٍ، لجهود المحدثين، وعلومهم المبرورة.. لا غير..

ذلكم أن من قول هؤلاء: أن للمتأخرين منهجاً غايروا فيه منهج الأوائل!!

ومن قولهم أيضاً: أن المحدثين والحفاظ على مدار التسلسل الزمني المتواصل عبر قرون عديدة، خرجوا عن طريقة أهل الحديث!! وغايروا منهجهم في النقد الحديثي!!

وفي هذه (المدونة) - كما هو الحال في "المنتقى" - ستكون إن شاء الله، دراسات وأبحاث تأصيلية، ومناقشات وردود تفصيلية، في النقد لأفكار هؤلاء، والنقض على دعاويهم، ليظهروا على حقيقتهم أنهم مُحدِثُون لا مُحَدِّثُون كما وصفهم علامة زماننا.. الشيخ الألباني - رحمه الله -.

وهذه المدونة - بحمد الله - تضم نخبة من أهل العلم وطلابه، المتخصصين في الحديث وعلومه، ممن لهم مشاركات علمية حديثية، ذات قدْر في هذاا الباب..

والله الموفق لكل خير..

والحمد لله أولاً وآخراً.

وكتب/ أبو الحارث.