Translate

الجمعة، 17 مارس 2017

تقوية الخبر بالشواهد عند الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - تأصيل وتطبيق




كتبه / عمرو محمد أشرف العمراني .

         - بيان الحديث إذا تعددت طرقه ، هل يتقوى بها ؟
1-   يقول الشيخ السعد ـ وفقه الله ـ :
تقوية الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه وتباينت مخارج طرقه ، ولم تكن واهية ولا منكرة أو معلولة وكان متن هذا الحديث مستقيما لا يخالف نصوص الشريعة فهنا يتقوى الخبر وهو مذهب المتقدمين ..
- قال ابن رجب في شرح الحديث الثاني والثلاثين من "جامع العلوم":
(وقد ذكر الشيخ ـ يعني النووي ـ أن بعض طرقه تقوى ببعض وهو كما قال )
-قال البيهقي في بعض أحاديث كثير بن عبد الله المزني:
(إذا انضمت إلى غيرها من الأسانيد التي فيها ضعف قويت ).
-قال الشافعي في المرسل :
(إنه إذا أسند من وجه آخر أو أرسله من يأخذ العلم عن غير من يأخذ عنه المرسل الأول فإنه يقبل ).
- قال الجوزجاني :
(إذا كان الحديث المسند من رجل غير مقنع ـ يعني لا يقنع بروايته ـ وشد أركانه المراسيل بالطرق المقبولة عند ذوي الاختيار استعمل واكتفي به وهذا إذا لم يعارض بالمسند الذي هو أقوى منه).
- وقد استدل الامام أحمد بهذا الحديث وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار"
- و قال أبو عمرو بن الصلاح :
( هذا الحديث أسنده الدارقطني من وجوه ومجموعها يقوي الحديث ويحسنه وقد تقبله جماهير أهل العلم واحتجوا به، وقول أبي داود إنه من الأحاديث التي يدور الفقه عليها يشعر بكونه غير ضعيف )
- قلت ـ أي الشيخ السعد ـ : وقال ابن المديني عن حديث حسين الجعفي به ...ثم قال ( هو حديث صالح ليس مما يسقط وليس مما يحتج به وقد  روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تثبيت هذا الخبر).
والشاهد من هذا قوله "تثبيت هذا الخبر" يعني جاء ما يشهد له فثبت الخبر بذلك.
قال علي بن المديني :
( لا أعلم أحدا رواه عن الصبي بن معبد غير أبي وائل ومما حسن الحديث أن مسروقا سأل الصبي بن معبد عن هذا الحديث ..ثم قال وهو عندي حديث صحيح ثم قال : حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم النخعي أن عمر بن الخطاب أمر الصبي أن يذبح شاة .
ثم قال: فهذا مما يقوي حديث الصبي لأن إبراهيم من الفقهاء ).
- قلت ـ والكلام مازال للشيخ السعد ـ  في كلام علي ابن المديني أمران :
الأول : تحسين الحديث .
الثاني : تقوية الحديث .
أما الأول : فلكون مسروق سأل الصبي عن الحديث فيكون هنالك شخصان رويا هذا الحديث عن الصبي وهما أبو وائل ومسروق ، فهذا مما حسن الحديث عنده.
وأما الثاني : فلكون هذا الخبر جاء من وجه آخر فزاد الخبر قوة وخاصة
لكونه عن إبراهيم النخعي وهو من الفقهاء المشاهير فهذه قوة أخرى للخبر. انتهى
[ كيف تكون محدثا 2/43]
- وقال ـ رعاه الله ـ  : (هناك من يعزو للمتقدمين بأنهم لا يرون تقوية الطرق بالشواهد والمتابعات، وهذا غير صحيح: هناك من يرى أن لا يتقوى الحديث بالشواهد وهذا ليس من مذهب المتقدمين..)
[ أسئلة ملتقى أهل الحديث رقم 10]
- وقال ـ رعاه الله ـ :
(بينما مذهب من تقدم أنهم يقوون الخبر بتعدد أسانيده ولكن لهم شروط وهذا القول ليس على إطلاقه فالترمذي رحمه الله أو قبله الإمام الشافعي ذكر عدم الاحتجاج بالمرسل ثم ذكر متى يتقوى المرسل فذكر شروط وتفاصيل.
وكذلك أيضاً أبو عيسى الترمذي في كتابه العلل الصغير، قال إن الحديث الحسن هو أن يروى من غير وجه ولا يكون في إسناده كذاب ولا يكون الحديث شاذا .
وكثيرا ما يقول الحفاظ عن بعض الرواة ( يكبت حديثه للاعتبار) 
وكما قال الإمام أحمد عن ابن لهيعة أنا لا أحتج به ولكن أكتب حديثه للاعتبار، أو نحو ذلك.
وعباراتهم في هذا كثيرة ((ولكنهم لا يتوسعون في مسألة تقوية الأخبار الساقطة والمنكرة))، كما يلاحظ على بعض من تأخر أنهم يتوسعون في ذلك ويأتون بالأحاديث الضعيفة ثم يقولون أن هذا اللفظ يشهد له الحديث الفلاني وهذا اللفظ يشهد له الحديث الفلاني، وهذا ليس بصحيح والطريقة هذه ليست بصحيحة، نعم إذا كان الإسناد فيه ضعف فيه رجل سيئ الحفظ أو كثير الخطأ أو رجل اختلط أو في الإسناد عنعنة أوفي الإسناد إرسال وجاء من وجه آخر به قوة، هنا أحدهما يقوي الآخر. 
وأما أن الشخص يتوسع في هذا حتى في الأسانيد الساقطة وفي الرواة المتروكين وما شابه ذلك فهذا ليس بصحيح فينبغي الانتباه إلى مثل هذا وهذه قضية مهمة. 
فعندنا في مسالة تقوية الأخبار طرفين ووسط هناك طرف لا يقوى الخبر بتعدد طرقه، وهناك طرف يتوسع في هذا وحتى يقوي الخبر بالأسانيد الساقطة والمنكرة، والمذهب الوسط هو مذهب من تقدم أنه إذا كان الإسناد فيه قوة ليس بشديد الضعف وجاء من طرق أخرى نعم هنا يتقوى هذا الخبر .
يعني مثلاً ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال عن معاذ بن جبل قال( يحشر أمام العلماء برتوه) أي بخطوة وهذا جاء من أربعة مراسيل بعضها يعضد البعض الآخر. 
ومثل أيضاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال كما في كتاب عمرو بن حزم (أن لا يمس القرآن إلا طاهرا) 
هذا جاء بأسانيد متعددة مرسلة ومعضلة وبعضها يقوي البعض الآخر، فينبغي الانتباه إلى مثل هذا). انتهى
[ مباحث في علم الجرح والتعديل] " شريط مفرغ"

* أمثلة تطبيقية :
1- حديث  جابر " أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت إذا صليت المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أأدخل الجنة ؟ قال نعم " . رواه مسلم .
- قال الشيخ السعد : ( .. ومسلم إنما أخرج رواية أبي صالح وأبي سفيان
وزيادة معقل ـ يريد زيادة " وصمت رمضان" ـ الأمر فيها سهل لأنه
جاء ما يشهد لها في نصوص أخرى ).
[ الأربعون النووية رواية ودراية : خالد الدبيخي صفحة 154]

2 - حديث " يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك ، احفظ الله
تجده تجاهك .." رواه الترمذي وقال " حسن صحيح "
3 - قال الشيخ السعد ـ وفقه المولى ـ : ( إسناده لابأس به وقيس بن الحجاج صدوق لابأس به ومثله حنش الصنعاني وللخبر أسانيد متعددة يزداد بها الخبر قوة ).
[ الأربعون النووية  خالد الدبيخي صفحة 140]

4 حديث : " البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن
يطلع عليه الناس " رواه مسلم .
-قال الشيخ السعد ـ وفقه المولى ـ ( الحديث صحيح ومعاوية بن صالح
الراجح أنه جيد الحديث وقد قواه الجمهور وحديثه مستقيم وأما سبب
تفرداته فلأنه ذهب إلى الأندلس قاضيا وعندما جاء إلى الحج سمع منه
أهل مصر والحجاز والعراق ، وأما الاختلاف على عبد الرحمن بن جبير
فالإمام مسلم اختار رواية معاوية بن صالح لأنه قد زاد جبير بن نفير
وزيادته مقبولة . ومما يقوي ما اختاره مسلم رواية يحي بن جابر عن النواس وهي وإن كانت منقطعة فيحي بن جابر يروي عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن النواس كما قال ابن أبي حاتم . والحديث جاء ما يشهد له
من حديث أبي أمامة وأبي ثعلبة رضي الله عنهما ).
[ الأربعون النووية  خالد الدبيخي صفحة 177]

5 حديث " لا ضرر ولا ضرار "
- قال الشيخ السعد ـ وفقه الله ـ ( هذا الإسناد مع ضعفه له شواهد من جهتي
اللفظ والمعنى . فالشواهد اللفظية قد جاءت من طرق كثيرة كما تقدم وأقواها طريقان:
1/ ما جاء من طريق داود بن الحصين وسماك كلاهما عن عكرمة عن ابن عباس.
وهذا إسناد قوي ، داود بن الحصين لا بأس به ولكن في روايته عن عكرمة نظر، فقد تكلم الأئمة في روايته عن عكرمة ، لكن متابعة سماك مما يقوي روايته لها ..
2/ ما جاء من طريق واسع عند أبي داود في المراسيل وهو إسناد صالح
وواسع من الطبقة الوسطى من التابعين وفيه عنعنة إسحاق وقد جاء موصولا عند الطبراني ولكن الصواب الإرسال كما هو اختيار أبي داود لإخراجه في المراسيل وابن رجب .
وهذه شواهد اللفظة بعضها يقوي البعض الآخر إضافة إلى تباين مخارجها ومجيئ طرق أخرى للحديث كما تقدم .
أما الشواهد المعنوية فنصوص الشريعة نشهد لهذا الخبر من جهة المعنى كما تقدم في كلام ابن عبد البر والشاطبي وغيرهما )
[ الأربعون النووية  خالد الدبيخي صفحة 215]

6- حديث : «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة»؟ فشق ذلك عليهم وقالوا: أيُنا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: «الله الواحد الصمد ثلث القرآن»
رواه البخاري .
ـ قال الشيخ عبد الله السعد: "والصواب أنها تُقرأ في كل ليلة؛ لما رواه البخاري من حديث أبي سعيد، وأحمد (2/173) من حديث أبي أيوب الأنصاري وفي إسناده ابن لهيعة وفيه ضعف.
لكن يشهد له حديث أبي سعيد السابق وما جاء عند مسلم (811) من طريق: قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء مرفوعا «أيعجز أحدكم أن يقرأ كل يوم ثلث القرآن» قالوا: نعم. قال: «إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء وقل هو الله أحد ثلث القرآن».
[ المصطفى من أذكار المصطفى خالد الدبيخي صفحة 17]









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق