بعض
الأمثلة على:
التقوية لبعض أجزاء الحديث،
مع ضعف الإسناد وضعف سائر الألفاظ التي فيه
من
عمل (النقاد المتقدمين)
ومنهم: الحافظ أبو جعفر العقيلي (ت322هـ)
في كتابه
«الضعفــاء!»!
وفي
ذلك - كلِّه - ردٌ على أصحاب التفريق بين النُّقّاد المُتقدِّمين والمُتأخرين في
منهجهم النَّقدِي، وكشفٌ لمغلطاتهم ودحرٌ لهنابثهم، كما أنه تعزيزٌ لوحدة المنهج
بين المُتقدّم والمُتأخّر، وتأكيدٌ على اتّصاله وتسلسله وقوته وثباته ورسوخه.
جمع
ليث
بن أمين العلواني
1 - ما ذكره (1/44) برقم (29) في ترجمة (إبراهيم بن
إسماعيل):
قال - ؒ - : «إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن
كهيل كوفي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: كان ابن نمير لا يرضى إبراهيم بن إسماعيل
ويضعفه، قال: روى مناكير.
فمن حديثه: ما حدثنا أحمد بن داود القومسي قال: حدثنا
إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل قال: حدثني أبي، عن أبيه عن سلمة بن كهيل
عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد الله قال: كنا مع رسول الله ﷺ في غزوة خيبر فأردنا أن
نتبرز وكان إذا أراد ذلك تباعد حتى لا يراه أحد، فقال: «انظر هل ترى
شيئا» فنظرت فرأيت إشاءة واحدة، فنظرتت فرأيت أشياء أخرى
متباعدة عن صاحبتها فأخبرته فقال: «قل لهما: إن رسول الله ﷺ يأمركما أن تجتمعا».
قال: فقلت لهما ذلك، فاجتمعتا، ثم أتاهما فاستتر بهما
ثم قام فانطلقت كل واحدة إلى مكانها، ثم أصاب الناس عطش شديد في تلك الغزاة فقال: «يا عبد الله
بن مسعود التمس لي ماء»، فأتيته بفضل ماء وجدته في إداوة فصببته في ركوة، ثم
وضع يده فيها وسمى، فجعل يتحادر الماء من بين أصابعه، فشرب الناس وتوضؤوا ما شاؤوا،
قال عبد الله: فعلمت أنه بركة فجعلت أشرب منه وأكثر ألتمس بركته.
قال: ثم رجع قبل المدينة فتلقاه جمل فدمعت عيناه، فقال: «لمن هذا
الجمل؟» فقالوا: لبني فلان، قال: «إنه قد عاذ
بي»، وقال:
إنهم أرادوا نحره وقد عملوا عليه حتى كبر وأدبر، فقال: «لا تنحروه
وأحسنوا إليه فلبئس ما جزيتموه!».
[قال العقيلي]: أما قصة
الإداوة، والطهور فقد رُوي عن ابن مسعود، وسائر الحديث قد روي عن غير ابن مسعود، فأدخل
حديثا في حديث، ولم يكن إبراهيم هذا يقيم الحديث».
2 - ما ذكره (3/ 384) برقم (1423) في ترجمة (عيسى بن
موسى):
قال - ؒ - : «عيسى بن موسى، عن عمر، عن يحيى بن
أبي كثير، وعيسى، مجهول، وعمر لا أدري من هو: ابن راشد أو غيره، والحديث غير محفوظ.
حدثناه محمد بن إسماعيل قال: حدثنا عبد ة بن عبد الرحيم
المروزي أبو سعيد قال: حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال: حدثنا عيسى بن موسى قال: حدثنا
عمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ قال: «من كثر كلامه
كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به، ومن كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».
[قال العقيلي]: إن كان هذا
عمر بن راشد فهو ضعيف، وإن كان غيره فمجهول، أوّل الحديث معروفٌ من قول عمر بن
الخطاب، وآخره يُروى بإسناد جيدٍ بغير هذا الإسناد».
3 - وما ذكره (3/ 286) برقم (1285) في ترجمة: (عمرو
بن عبد الغفار):
قال - ؒ - : «عمرو بن عبد الغفار الفقيمي منكر الحديث!.
ومن حديثه: ما حدثناه أحمد بن جعفر التازي قال: حدثنا
محمد بن يزيد النفيلي قال: حدثنا عمرو بن عبد الغفار قال: حدثنا الأعمش، عن أبي وائل،
عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «اتركوا الترك
ما تركوكم، ولا تجاوروا الأنباط في بلادهم فإنهم آفة الدين، فإذا أدوا الجزية
فأذلوهم، فإذا أظهروا الإسلام وقرأوا القرآن وتعلموا العربية واحتبوا في المجالس
وراجعوا الرجال الكلام فالهرب الهرب من بلادهم، ولا تناكحوا الخوز فإن لهم أصلا
يدعوهم إلى غير الوفاء، ولو كان هذا الدين معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء
فارس».
[قال العقيلي]: أوّل الحديث
وآخره قوله: «اتركوا الترك ما تركوكم»، «ولو كان هذا الدين معلق»؛ قد رُوي بغير
هذا الإسناد، وسائر الحديث لا أصل له!».
4 - وما ذكره (2/ 229) برقم (776) في ترجمة (طريف بن
شهاب):
قال - ؒ - : «طريف بن شهاب أبو سفيان السعدي بصري،
حدثنا عبد الله بن أحمد قال: قال أبي: أبو سفيان السعدي ليس بشيء، لا يُكتب عنه!.
حدثنا محمد بن زكريا قال: حدثنا محمد بن المثنى ح،
وحدثنا محمد بن عيسى قال: حدثنا عمرو بن علي قال: ما سمعت يحيى، ولا عبد الرحمن
يحدثان عن أبي سفيان السعدي بشيء قط.
ومن حديثه: ما حدثناه عبد الله بن أحمد قال: حدثنا
حسان بن حسان قال: حدثنا مندل قال: حدثنا أبو سفيان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري
قال: قال رسول الله ﷺ: «مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها
التسليم، وبين كل ركعتين تسليم، ولا يجزئ صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن وقرآن
معها».
حدثنا محمد بن منده قال: حدثنا بكر بن بكار قال: حدثنا
حمزة الزيات قال: حدثنا أبو سفيان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله
ﷺ قال: «علم الإيمان الصلاة، فمن فرغ لها قلبه، وحاد
عليها بحدودها ووقتها وسنتها فهو مؤمن».
[قال العقيلي]: وفي هذا الباب
حديث ابن عقيل، عن محمد بن الحنفية، عن عليٍّ، في مفتاح الصلاة، بإسناد
أصلح من هذا، على أن فيه ليناً، وفي القراءة بأم القرآن؛ أسانيد جياد، وسائر ذاك لا
يحفظ إلا في هذا الحديث».
5 - وما ذكره (3/ 295) برقم (1300) في ترجمة (عمرو
بن يزيد):
قال - ؒ - : «عمرو بن يزيد التميمي أبو بردة كوفي عن
علقمة بن مرثد، ولا يُتابع على حديثه.
ومن حديثه: ما حدثناه محمد بن إسماعيل قال: حدثنا عبيد
بن إسحاق قال: حدثنا عمرو بن يزيد التميمي قال: حدثني علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة،
عن أبيه قال: «أخذ رسول الله ﷺ من قبل القبلة وألحد له ونصب له
اللبن نصبا».
حدثنا محمد قال: حدثنا عباس قال: سمعت يحيى، قال أبو
بردة: الذي يُحدّث عنه محمد بن الصلت وأحمد بن يونس؛ ضعيفٌ ليس حديثه بشيء، وليس
هو من ولد أبي موسى.
[قال العقيلي]: وأما اللحد للنبي ﷺ
فقد روي بأسانيد جياد، وسائر الكلام ليس يُعرف إلا في هذه الرواية وما يشبهها».
6 - وما ذكره (4/19) برقم (1573) في ترجمة (محمد بن
الأشعث):
قال - ؒ - : «محمد بن الأشعث عن أبي سلمة: مجهول في
النسب والرواية، وحديثه غير محفوظ.
ومن حديثه: ما حدثناه محمد بن عمار بن عطية الرازي،
حدثنا حفص بن عمر المهرقاني، حدثنا النجم بن بشير بن عبد الملك بن عثمان القرشي، حدثنا
محمد بن الأشعث، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال أبو رزين: يا رسول الله إن
طريقي على الموتى فهل من كلام أتكلم به إذا مررت عليهم؟ قال: «قل: السلام عليكم
أهل القبور من المسلمين والمؤمنين أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع وإنا إن شاء الله بكم
لاحقون»، قال: أبو رزين يا رسول الله يسمعون؟ قال: «يسمعون ولكن
لا يستطيعون أن يجيبوا»، قال: «يا أبا رزين ألا ترضى أن يرد عليك بعددهم من
الملائكة».
[قال
العقيلي]: ولا يُعرف إلا بهذا اللفظ، وأما «السلام عليكم
يا أهل القبور» إلى قوله «وإنا إن شاء
الله بكم لاحقون»؛ فيُروى بغير هذا الإسناد من طريق صالح، وسائر
الحديث غير محفوظ!».
7 - ما ذكره (4/343) برقم (1948) في ترجمة (هاشم بن
عيسى):
قال - ؒ - : «هاشم بن عيسى اليزني الحمصي عن أبيه،
عن يحيى بن سعيد، منكر الحديث، وهو وأبوه مجهولان بالنقل.
ومن حديثه: ما حدثناه أنيس بن عبد الله أبو عمر
النحاس قال: حدثنا مسلم بن قادم قال: حدثنا هاشم بن عيسى اليزني أبو معاوية الحمصي
قال: حدثني أبي، عن يحيى، عن سعيد، عن عروة، عن عائشة، قالت كان النبي ﷺ إذا أوى
إلى فراشه، وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، ونام على شقه الأيمن، وقال: «هذه نومة
الأنبياء»،
ثم قال: «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك».
[قال العقيلي]: وهذا يروى من
طريق يَثبُت أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ثم
قال: «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك»، وسائر الكلام غير محفوظ».
والحمد لله على توفيقه وتيسيره، وصلى الله على
نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
* * *
وكتب
ليث بن أمين العلواني
عصر
الجمعة 13 / جمادى الأولى /1438 هجرية
في
المدينة النبوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق